السيد الشيرازي في كلمتة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ولادته ونشأته العلمية
ولد ميرزا علي الإحقاقي في ليلة السابع والعشرين من شهر صفر في عام 1305 من الهجرة النبوية في مدينة النجف وقد ترعرع ونشأ تحت رعاية والده العالم المجتهد ميرزا موسى الإحقاقي وفي السنة الخامسه من عمره تعلم قراءة القرآن الكريم وفرغ منه بعد أشهر وبعد أن رأى والده ميرزا موسى الإحقاقي في ابنه علامات النبوغ عين له أساتذة قديرين لتدريسه وتعليمة وتدريبه ونظراً لنبوغه وذكاءه فقد فرغ في ربيعه العاشر من مقدمات العلوم في النحو والصرف والمنطق والبلاغة من المعاني والبيان والبديع وغيرها.
أساتذته
قد أتم ميرزا علي الإحقاقي دروسه في السطوح العالية في الفقه والأصول عند كل من:-
1- والده "آية الله" ميرزا موسى الإحقاقي.
2- "آية الله" الأخوند محمد كاظم الخراساني.
3- "آية الله" فتح الله الأصفهاني الملقب بشيخ الشريعة.
4- "آية الله" سيد مصطفى الكاشاني.
5- "آية الله" الأخوند محمد الخوانساري.
وغيرهم الكثير حيث نال منهم إجازات الإجتهاد في المعقول والمنقول والرواية والدراية.
مشاريعه ومؤسساته
بعد وفاة والده ميرزا موسى الإحقاقي رجع إليه جميع مقلدي والده من عرب وعجم في كربلاء والكويت والأحساء والبحرين وخراسان وأذربيجان وغيرها من البلدان الشيعية. أسس ميرزا علي الإحقاقي العديد من المساجد والحسينيات والمآذن في الكويت والأحساء وكربلاء. وبأمر من ميرزا علي الإحقاقي بنيت أول منارة ومئذنه لمسجد الصحاف بدولة الكويت وسميت بالمنارة العلوية وصادف الانتهاء من بناءها يوم الخامس عشر من شهر شعبان ولذلك فقد قال ميرزا علي الإحقاقي لمؤذن مسجد الصحاف:
"اليوم يوم النص من شهر شعبان وهو ذكرى الولادة الميمونه لإمام العصر والزمان المهدي المنتظر -عليه السلام- ومن المناسب واللائق أن تؤذن من اليوم وترفع صوتك فوق هذه المنارة بذكر الشهادة الثالثة (أشهد أن أمير المؤمنين علياً ولي الله)".
ولكن في ذلك الحين ذكر الشهادة الثالثة فوق المآذن كانت ممنوعة في دولة الكويت ولذلك فقد أمتنع المؤذن خوفاً وتقية من القيام بهذا الأمر ولكن ميرزا علي الإحقاقي وفي هذا اليوم التاريخي قام بنفسه وأذن ورفع صوته بذكر الشهادة الثالثة (أشهد أن أمير المؤمنين علياً ولي الله) فوصل صوته إلى آذان جميع الناس فقام البعض من المغرضين بالتوجه لمقابلة أمير البلاد وطلبوا منه وقف ومنع هذا العمل ولكن ذلك الأمير العادل أجابهم قائلاً:
الناس أحرار في إحساء مراسيمهم الدينية وشعائرهم الإسلامية وأنا شخصياً أسمع عن إذاعة إيران الأذان على هذه الكيفية وبذكر الشهادة الثالثة فلا مانع من ذلك.
وبعد ذلك أمر ميرزا علي الإحقاقي ببناء مئذنه أخرى بإسم المنارة الحيدرية لمسجد الحاكة والمسمى اليوم بجامع الإمام الصادق -عليه السلام- وفي تلك المئذنه أيضاً ارتفع صوت الأذان بالشهادة الثالثة.
ومن مشاريع ميرزا علي الإحقاقي المهمه أيضاً هي تأسيس الحسينية الجعفرية في الكويت وقد بنيت بإسم الإمام جعفر الصادق -عليه السلام- وتنعقد فيها منذ بنائها قبل أكثر من 70 عاماً وإلى اليوم المجالس الحسينية وشرح ونشر الأحكام الدينية وفضائل أهل البيت -عليهم السلام- من قبل الخطباء والشعراء والأدباء وجددت أخيراً هذه الحسينية بأمر وإشراف ميرزا حسن الإحقاقي وأصبحت آية في الفن والروعة والجمال قل نظيرها وهي كما كانت مركز لنشر المعارف الإسلامية.
ومن المؤسسات التي قام بتأسيسها ميرزا علي الإحقاقي أيضاً هي الحسينية العباسية في دولة الكويت حيث بنيت باسم أبي الفضل العباس -عليه السلام- بالإضافة إلى بناء حسينيات أخرى في دولة الكويت والتي أصبحت كلها منارات علم لنشر فضائل أهل البيت -عليهم السلام- وبأمره ايضاً بنيت أكبر مسجد وحسينية في مدينة الأحساء
المؤلفات التي قام بإحياءها
إضافة إلى المشاريع الانسانية والمؤسسات الخيريه فقد قام ميرزا علي الإحقاقي بالاهتمام لطبع الكتب وآثار العلماء ومن الؤلفات التي قام بإحياءها هي:-
1- (نهج المحجة في إثبات الإمامة الاثني عشر) للشيخ علي نقي بن الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي والجزء الأول من الكتاب المذكور مطبوع في مطبعة العدل الإسلامي بمدينة النجف عام 1370 من الهجرة النبوية والجزء الثاني منه مطبوع في مطبعة رضائي بتبريز عام 1373 من الهجرة النبوية.
2- (ديوان) أشعار الشيخ علي نقي بن الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي وقد طبع في شركة تابان بمدينة طهران.
3- (منهاج السالكين) للشيخ علي نقي بن الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي وقد طبع في مطبعة رضائي بمدينة تبريز عام 1375 من الهجرة النبوية.
4- (شرح حياة الأرواح) لميرزا حسن كوهر وقد طبع في مطبعة رضائي في مدينة تبريز عام 1376 من الهجرة النبوية.
5- (المصباح المنير) لميرزا محمد باقر الإسكوئي وقد طبع في مطبعة أهل البيت بمدينة كربلاء وذلك عام 1383 من الهجرة النبوية.
6- (حق اليقين) لميرزا محمد باقر الإسكوئي وقد طبع في مطبعة أهل البيت بمدينة كربلاء وذلك عام 1384 من الهجة النبوية.
7- (الرسالة التطهيرية والحنكية وتغطية الرأس) لميرزا محمد باقر الإسكوئي وقد طبعت في مطبعة أهل البيت في مدينة كربلاء وذلك عام 1385 من الهجرة النبوية.
8- (حياة النفس) للشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي وقد طبع في مطبعة رضائي بمدينة تبريز وذلك عام 1377 من الهجرة النبوية والطبعة الثانية كانت في مطبعة رضائي في مدينة تبريز وذلك عام 1385 من الهجرة النبوية والطبعة الثالثة كانت في مطبعة أهل البيت بمدينة كربلاء وذلك عام 1385 من الهجرة النبوية.
9- (شرح الزيارة الجامعة الكبيرة) للشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي وقد طبع في المطبعة الإسلامية بمدينة طهران وذلك عام 1390 من الهجرة النبوية.
10- (العصمة) للشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي وهو بحث مفصل في عصمة الأنبياء والأئمة -عليهم السلام- وقد طبع في مطبعة الآداب في مدينة النجف وذلك عام 1373 من الهجرة النبوية.
11- (الرجعة) للشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي وقد طبع في مطبعة الآداب في مدينة النجف وذلك عام 1374 من الهجرة النبوية.
12- (عقيدة الشيعة) لميرزا علي الإحقاقي وقد طبع في المطبعة العلمية في مدينة النجف وذلك عام 1374 من الهجرة النبوية والطبعة الثانية من هذا الكتاب فقد طبعت في مطبعة أهل البيت في مدينة كربلاء وذلك عام 1384 من الهجرة النبوية.
13- (رسالة مناهج الشيعة) لميرزا علي الإحقاقي وهي عبارة عن الرسالة العملية لعمل المقلدين وقد طبعت هذه الرسالة ثلاث مرات بين سنوات 1367 - 1376 - 1382 من الهجرة النبوية وذلك في مطابع رضائي بمدينة تبريز.
14- ترجمة كتاب (أصول العقائد) للسيد كاظم الرشتي والذي طبع في في مطبعة أهل البيت بمدينة كربلاء وذلك عام 1385 من الهجرة النبوية.
15- (المنتخب من أدب البحرين) للدكتور حسين علي المحفوظ والمطبوع في شركة طبع كتاب تابان بمدينة طهران وذلك عام 1375 من الهجرة النبوية.
16- (دليل المتحيرين) للسيد كاظم الرشتي وقد طبع في مطبعة أهل البيت بمدينة كربلاء وذلك عام 1364 من الهجرة النبوية.
17- (الكلمات المحكمات) لميرزا علي الإحقاقي وقد طبع في مطبعة أهل البيت بمدينة كربلاء وذلك عام 1378 من الهجرة النبوية.
18- (الرسالة في كيفية السلوك إلى الله تعالى) للشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي وقد طبع في مطبعة الآداب بمدينة النجف وذلك عام 1382 من الهجرة النبوية.
19- (الباقيات الصالحات) لشاعر أهل البيت عبدالباقي العمري الموصلي والذي طبع في مطبعة النعمان بمدينة النجف.
20- (سيرة حياة الشيخ علي نقي بن الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي) وهو من تأليف العلامة ميرزا علي الإحقاقي وقد طبع في مدينة النجف وذلك عام 1367 من الهجرة النبوية.
21- (رسالة المقالة الناصحة الزاجرة) لميرزا علي الإحقاقي وقد طبع في مطبعة أهل البيت بمدينة كربلاء وذلك عام 1382 من الهجرة النبوية.
22- (خير المنهج إلى مناسك الحج) لميرزا علي الإحقاقي وقد طبع في تبريز.
23- (إحقاق الحق) لميرزا موسى الإحقاقي وقد طبع في مطبعة النعمان بمدينة النجف وذلك عام 1385 من الهجرة النبوية.
24- (خصائص الرسول وخصائص البتول) للسيد كاظم الرشتي وقد طبع في مطبعة أهل البيت بمدينة كربلاء.
والكثير الكثير من المؤسسات الدينية والمشاريع الخيرية.
تلامذته
أمضى ميرزا علي الإحقاقي عمره في نشر فضائل ومناقب أهل البيت -عليهم السلام-. ففي مدينة الأحساء أدار حلقة دراسية في الحكمة الإلهية والأصول والفقه وتفسير القرآن الكريم وبجهوده وإشرافه خرجت هذه المدرسة علماء كبار إلى المجتمع الشيعي وبالأخص منطقة الأحساء ومن هؤلاء العلماء:-
1- الشيخ أحمد أبوعلي.
2- الشيخ محمد الهاجري.
3- الشيخ إبراهيم الإسماعيل.
4- الشيخ حسن الصحاف.
5- الملا علي الموسى النجادة.
6- الشيخ عبدالله الفريري.
7- الشيخ علي بن شبيث.
8- الشيخ حسين الفيلي.
9- الشيخ محمد البقشي.
10- الشيخ عبدالله الوصيبعي.
11- الشيخ كاظم الصحاف.
12- الشيخ حسين بن الشيخ علي بن شبيث.
وغيرهم الكثار من العلماء وبعد هجرة ميرزا علي الإحقاقي من الأحساء قام بإدارة هذه الحوزة بشكل أفضل وأوسع سماحة آية الله ميرزا حسن الإحقاقي حيث أقام في تلك الحوزة دروس بحث الخارج في الأصول والفقه وباشر شخصياً بالتدريس في بحث الخارج.
وفاته
توفي ميرزا علي الإحقاقي في آخر جمعة من شهر رمضان يوم 27 لعام 1386 وهو في الحسينية العباسية يستمع لما جرى على الحسين بن علي بن أبي طالب -عليه السلام- في يوم العاشر من محرم وقد توفي إثر نوبة قلبية وقد نقل جثمانه من دولة الكويت إلى مدينة كربلاء لدفنه هناك بناءً على وصية منه.

مشكوووووووووورة اختي بنت الأصول لنقلكي معلو عن عالم دين وهو ميرزا علي الاحقاقي قدس الله سرة

حفظ الله علامائنا الباقين ورحمة الله الماضين

السيد الشيرازي في كلمته بمناسبة يوم التاسع من ربيع الأول:
التاسع من ربيع اﻷول يوم إظهار التبرّي، ويوم عيد أهل البيت

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صباح يوم السبت الموافق للتاسع من شهر ربيع اﻷول 1430 للهجرة وخلال درسه (خارج الفقه) تطرّق المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله إلى مناسبة اليوم المذكور، وقال:
جاء في الرواية المعتبرة حول اليوم التاسع من ربيع اﻷول بأنه يوم عيد أهل البيت(1) . وقد ذكرت سابقاً ـ وعلى سبيل منع الخلو ـ قرائن عديدة حول اعتبار تلك الرواية. فرواية أحمد بن إسحاق معتبرة في (اللا اقتضائيات) وأيضاً كون اليوم المذكور عيداً.
وفي النتيجة إن الرواية معتبرة إما من حيث السند ـ وهي كذلك ـ أو من باب التسامح في أدلة السنن.
لقد صرّح الفقيه اﻷصولي الميرزا النائيني في موارد وفروع عديدة من الفقه أنه: إن كانت لدينا رواية ضعيفة وعمل بها جماعة من اﻷصحاب، فيكون عملهم مجبراً لضعفها وتكون معتبرة. ولا تنسوا بأن تعبير (جماعة من اﻷصحاب) يختلف عن تعبير (المشهور) وعن (كلّ اﻷصحاب) وقد عمل بذلك المشهور من الفقهاء في مسألة استحباب الغسل في اليوم المذكور.
أما قاعدة التسامح ـ وهي الوجه اﻵخر لصحة الرواية المذكورة ـ فلها موارد عديدة، وهنا أذكر مثالاً ليطمئن الإخوة الفضلاء أكثر:
لقد قرّر عدد من اﻷشخاص مباحث كتاب الصلاة للمرحوم النائيني، وطبعت هذه التقارير طبعات مختلفة، وجاء في المجلد اﻷول صفحة 16 من إحدى الطبعات القديمة لتلك التقارير أن النائيني قد ذكر: يستحبّ اﻹتيان بأربع ركعات بعد فريضة العشاء. وهذه الركعات اﻷربع تختلف عن النوافل المعهودة. فهذه الصلاة تعدّ عبادة، ولها دليل واحد فقط وهي تلك الرواية التي يعبّر عنها المرحوم النائيني بالضعيفة. ووجه الضعف فيها هو أن الشيخ الطوسي رواها عن ابن محمد بن الحسن بن الوليد يعني أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن أبيه بسنده عن مولانا اﻹمام الصادق صلوات الله عليه.
أما أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد فليس له توثيق خاص، لذلك اختلف العلماء حول كون الرجل ثقة أو لا، ولكنه عُدّ معتبراً عند جماعة وأنا منهم.
فالمرحوم النائيني لا يوثّقه ومع ذلك أفتى باستحباب تلك الصلاة.
واعلموا أن تلك الصلاة هي صلاة جديدة ولم تنقل إلا عن طريق أحمد بن الحسن بن الوليد، فقد قال النائيني: ولا بأس به بعد جبر الرواية بعمل بعض الأصحاب وبعد التسامح في أدلة السنن..
لقد ذكر النائيني وجهين لهذا العمل: الجبر السندي، وقاعدة التسامح في أدلة السنن (أي حتى لو قلنا لا يستفاد من قاعدة التسامح في اﻷدلة باستحباب تلك الصلاة، فجبر السند هو الوجه اﻵخر لهذه الرواية).
إذن: رواية أحمد بن إسحاق معتبرة على ضوء تلك الأدلة الثلاثة، وفي هذه الرواية المعتبرة تم وصف التاسع من ربيع اﻷول بأنه يوم عيد أهل البيت صلوات الله عليهم.
وقال سماحته: لدينا عيدان: عيد التولّي وهو عيد الغدير، وعيد التبرّي وهو يوم التاسع من ربيع اﻷول .
وإذا راجع الإخوة الفضلاء كتب الصرف واللغة لوجدوا أن صيغة (تفعّل) تستخدم، غالباً لـ(إظهار) شيء ما وليس لمجرّد الاعتقاد بذلك الشيء. وبعبارة: إن المعنى الغالب لـ(تفعّل) هو اﻹظهار العملي.
على سبيل المثال: من يحبّ أهل البيت صلوات الله عليهم ويعادي أعداءهم حسب الحديث التالي ـ ولعله متواتر ـ: «هل الدين إلاّ الحبّ والبغض»(2) فحقيقة تولّيه يكون هكذا بأن يُظهر حبّه وعداوته قدر ما يستطيع. والشاهد على هذا الكلام لفظ (التشهد) الذي يختلف عن الشهادة. فهل يعتبر متشهداً من اعتقد بواحدانية الله ونبوّة نبيّه بقلبه دون إظهار ذلك بلسانه وعمله. فإذا كان اﻷساس هو الاعتقاد بالتشهّد بالقلب فقط فإن أمثال أبي سفيان سيكون متشهّداً بالشهادتين ـ في حين أن القرآن الكريم وصف الّذين ينكرون الحق بالظاهر وباللسان ولكنهم على يقين به ـ وصفهم ـ بقوله تعالى: «وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم»(3) .
إذن هنا يُستلزم أمران:
اﻷول: التوفّر على الحبّ والبغض. والثاني: إظهار الحبّ والبغض وهما التولّي والتبرّي.
وأضاف سماحته: إن صيغة (تكسّب) و(تصدّي) و(تعلّم) وأمثالها كلّها تدلّ على أن مادّة تفعّل ترتبط باﻷمور التي تظهر في الخارج كعمل وسلوك. فإذا لم يتمّ إظهار التولّي والتبرّي فليس هنالك في الواقع لا تولّي ولا تبرّي.
وأردف سماحته: إن للتولّي والتبرّي في الثقافة الإسلامية وفي روايات أهل البيت صلوات الله عليهم أهمية خاصة ومرتبة عالية وفريدة. ولهذه اﻷهمية عدّ العلاّمة المجلسي التولّي والتبرّي من أصول الدين، (طبعاً لا بأس بدرجها في فروع الدين عند تعليم المبتدئين). ولدينا بهذا الخصوص روايات عديدة ومتواترة كثيرة، ومنها رواية أحمد بن اسحاق التالية عن مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله عن الله تبارك وتعالى:
«بعزّتي وجلالي وعلوّي في مكاني لأحبونّ من تعيّد في ذلك اليوم محتسباً ثواب الخافقين، ولأشفعنّه في أقربائه وذوي رحمه، ولأزيدنّ في ماله إن وسّع على نفسه وعياله فيه، ولأعتقنّ من النار في كلّ حول في مثل ذلك اليوم ألفاً من مواليكم وشيعتكم، ولأجعلنّ سعيهم مشكوراً، وذنبهم مغفوراً، وأعمالهم مقبولة»(4) .
فلفظة (يعيّد) في هذه الرواية شاهد آخر على ما ذكرناه حول (التفعّل). فالتعيّد معناه أن نعيّد في التاسع من ربيع اﻷول ونظهر السرور والفرح. فلا يكفي أن نعتقد بكون هذا اليوم عيداً في القلب فقط ولا يصدق عليه التعيّد. بل علينا أن نظهر تعيّدنا في هذا اليوم وأن نعمل باﻷعمال التي نعملها في باقي اﻷعياد. وكلّ من يمتثل لذلك فسيتقبّل الله أعماله وينعم عليه بهدية. أي إن هذا العمل هو من أسباب قبول الصلاة والصيام وباقي اﻷعمال. فأداء الصلاة لا يكفي لقبول الصلاة. فربّ مصلٍ تكون صلاته غير مقبولة عند الله تعالى ولذلك لا يكتب له اﻷجر في صحيفة أعماله. فقد ذكرت الروايات الشريفة أن صلاة العبد يقبل منها ما كان المصلّي حاضر القلب والذهن. فيوم القيامة يرى العبد أن نصف صلواته أو ربعها أو جزءاً قليلاً منها كتبت مقبولة، والباقي غير مقبولة ﻷنها لم تكن عن حضور القلب والذهن. ومثل هذا العبد لا يعاقب لكن أجره يكون قليلاً وبنسبة الصلاة المقبولة.
وأكّد دام ظله: إن التعيّد في هذا اليوم الذي عدّ في الرواية المعتبرة (عيد أهل البيت) هو من اﻷمور التي تقبل بواسطتها أعمالنا. وبالطبع كلُّ يعيّد حسب شأنه. فالفقير يمكنه ذلك حتى بشراء شوكولاته واحدة لابنه الصغير ويصدق عليه التعيّد، ولكن الغنيّ والثري إذا عمل بنفس ما عمله الفقير فلا يصدق عليه التعيّد.
وفي ختام كلمته قال سماحته: أبارك هذا العيد للمؤمنين والمسلمين جميعاً، وأسأل الله تعالى بحقّ فاطمة الزهراء صلوات الله عليها أن نكون المثل اﻷعلى والنموذج اﻷبرز للتعيّد في هذا اليوم. وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.

اللهم احفظ لنا علمائنا الباقين ورحم الماضين بحق محمد وال محمد

مشكووور اخوووي

يعطيك العافيه وتسلم لنا يااارب

لك ودي عزيزي .....

يعطيك الف الف عافيه

ومشكوووور على الموضوع الرائع

لك ودي .....

» نصائح السيد صادق الشيرازي دام ضله العالي
» صور نادرة لسيد محمد رضا الشيرازي ((قدس الله سرة))
» قصة الأمريكي الذي أسلم على يد الأمام الشيرازي
» العلامة الراحل السيد محمد الطبطبائي
» وصايا المرجع السيد فضل الله إلى الشباب والجيل الجديد