السيد الاستاذ الأعضاء
عدد الموضوعات : 60 الديانة : الاسلامية الشيعية رقم العضوية : 63 العضوية : 0
نقاط : 140 السٌّمعَة : 0
| موضوع: البعد الفكري والسياسي لخروج الامام الحسين عليه السلام الثلاثاء ديسمبر 22, 2009 1:22 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج قائم ال محمد
في شهر محرم الحرام وأيام الحزن والمصاب ..
أيام الدم والشهادة للحسين عليه السلام وأصحابه النجباء خير الأصحاب
ونحن إذ تمر علينا هذه المصيبة الراتبة في دمعة ساكبة
نستلم من محطات تلك المدرسة دررا وسننا مقدسة
ومن تلك المحطات هي خروج الإمام الحسين عليه السلام ولا أريد هنا أن أركز على البعد العاطفي لهذا المحطة فانظر إليها نظرة حادثة وقعت في فترة ما ... وانتهت بفترة فما علي إلا أن اذرف الدموع حالة الاستذكار فقط !!
لا ليس هكذا ؟؟
بل اُريد أن انظر الى هذه المحطة من المسير الحسيني القدسي المبارك من خلال البعد الفكري السياسي الذي سنه الإمام الحسن وأصحابه الكرام ليكون مدرسة الأجيال ...
وإذا كان الأمر كذلك إذن علي أن اعرف ماذا قال الحسين عليه السلام عند خروجه ؟؟؟
ماهو الهدف من خروجه ؟ الغاية ماهي الوسائل والطرق لتحقيق تلك الأهداف ، وماهي الأسباب التي أدت به الى الخروج والتحرك ؟؟
وعند الرجوع الى التاريخ نجد إن الإمام الحسين عليه السلام أجاب على هذه الأسئلة بقوله ((عليه السلام)) { .. إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداًولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإِصلاح في امة جدي (( صلى الله عليه وآله وسلم))،أريد أن آمر بالمعروف و انهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي عليابن أبي طالب ((عليهما السلام))،فمن قبلني بقبول الحق فالله أولىبالحق ،ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بينيوبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين،...}
الهدف والغاية من خروج سلام الله عليه ومن هذا الحديث المبارك نفهم إن خروج الإمام الحسين عليه السلام ليس طلبا للمنصب او الكرسي لأنه لم يكن بطرا ... ولم يكن صراعه مع الطاغية يزيد من اجل المنصب والكرسي حتى لو كلفه الوصول الى هذا الهدف الدنيء زهق الأرواح والأنفس البريئة ـ كما هو حال اغلب الساسة اليوم حيث جعلوا المنصب هوالهدف هو الكرسي والحفاظ عليه حتى لو كلفهم ذلك إبادة الشعب بأكمله ــ لأنه سلام الله عليه لم يكن أشرا ولا ظالما ولا مفسدا بل هو منقذا ومصلحا ومخلصا وهاديا ومرشدا وناصرا ومعينا، فكان الهدف من تحركه السياسي هو الإصلاح .. إصلاح ما يمكن إنقاذ مايمكن تخليص مايمكن هداية مايمكن إرشاد مايمكن إعانة ونصرة مايمكن من المظلومين المحرومين العراقيين مما أفسده المفسدين بل كان الهدف والغاية الإنقاذ والتغيير الجذري للساسة المتحكمين بمصير البلاد والعباد .. ،
لان إصلاح تلك النفوس الشريرة لتلك الكلاب المسعورة المفترسة التي جبلت ونمى لحمها واشتد عظمها بسرقة أموال الشعب وخيراته وإباحة دمائه وكراماته ومقدساته وكل حقوقه ... شيءٌ عسير بل متعذر ...
الوسائل والأساليب والطرق التي اتبعها الإمام الحسين عليه السلام لتحقيق تلك الأهداف
ألان بعد إن عرفنا الهدف والغاية التي من اجلها خرج الحسين عليه السلام .. ما هي والوسائل والأساليب والطرق للوصول لتحقيق تلك الأهداف ؟؟
هل من الوسائل والطرق والأساليب :::
1- الاعتماد على جهل الناس الحالمين بما لا ينال فالتغرير بهم عن طريق الشعارات والوعود الفارغة ..... بتمنية الشعب بامنيات فارغة كأمنيات الاحتلال التي روجت لها بعض الجهات السياسية ومدعّي الرهبانية وأمضتها وكل مشاريع الاحتلال المخادعة والفارغة من أن بغداد والبصرة وكل مدن العراق ستكون كنيويورك وواشنطن ولندن وبرلين وطوكيو ودبيوالدوحة وغيرها من المدن والبلدان الأوربيةوالخليجية، وما هي إلا وعود وأمنيات فارغة للتغرير بالأغبياء.
2- او عن طريق وأسلوب الحرمان والفقر والعوز والقبول به، باتخاذ سياسة جوع كلبك يتبعك فتعطيل للزراعة وآخر للصناعة بعدم دعمها وهذا يعني حرمان الشعب والعوز والفقر لأن الصناعة او الزراعة هي حرفتهم وسبب معيشتهم وبالتالي فشل اقتصاد البلد ليكون بيئة مهيئة للاستغلال والاحتلال او تدخل دول الجوار وغير الجوار من الشرق والغرب بتمشية اقتصادهم وبضائعهم الرخيصة الفاشلة ، وبالتالي يكون بلد مستهلك فقط وفقط مقابل سلب الثروات والأموال .. كلهم بسبب هؤلاء الساسة الفاسدين الذي صاروا أدوات لدول خارج الحدود وراعيا لمصالحها فبدل إن يكون بلد زراعي وصناعي وتجاري يستفاد من ثرواته صار بلدا فقيرا استهلاكيا
3- او عن طريق أسلوب العمالة للشرق والغرب والتبعية الذليلة له ولمشاريعه الاستعمارية التي تسير وفق سياسة حكماء بني صهيون وأئمة الكفر والضلال من مطاياهم ..
4- او عن طريق الصراعات وتصفية الحساب بين الأحزاب الكافرة الظالمة التي ضاقت بسوء فعالهم على العباد الأرزاق وذلك من خلال المليشيات المدربة والمبرمجة حسب الحاجة وحسب المقاس لقتل او تهجير او تفخيخ السيارات لقتل الأبرياء وزهق الأرواح كما حصل في أحداث الأحد الدامي والأربعاء الدامي والثلاثاء الدامي وقبله وبعده أدمى وأدمى ... ليجعلوا من هذه الأفعال الإجرامية الإرهابية القبيحة وسائل للضغط على تلك الجهة او هذا الكيان او هذا الحزب للحصول على المزيد من المقاعد والمناصب والمكاسب النفعية الضيقة او دخول تلك الجهة في كيانهم المشؤوم الذي يمثل إرادة الخارج او كما يسمى البلد المضيف والممول والمستفيد ... وبعدها يتسارعون في سبق وسباق وتسابق ويبكون دموع التماسيح أمام الإعلام ليخدعوا الناس ويستغلوا عواطفهم بشعارات الأخذ بالثار وما هي إلا وسيلة لطرح مشاريعهم وأمانيهم ودعاياتهم الانتخابات التي لا تعدوا إن تكون حبرا على ورق دون تطبيق .. ولا تختلف كثيرا عن نهج اسالفهم من العباسيين والمروانين والسفيانين والخوارج الانتهازيين من رفع شعار لاحكم إلا لله او بوسترات القران على رؤوس الرماح والجدران وعلى الطرقات ومداخل المدن او التضرع بدم قميص عثمان بتطبيق سياسة استجداء الموت فيضخمون من موت خليفة معين سفاك ويعطونه عنوان المجاهد اوالمقاوم او للنظام او الزعيم ليجنوا المزيد من الأرباح او شعار الرضا من آل محمد بدعوى القضاء على حكومة بني أمية وبالتالي تشكيل لجنة المسالة والعدالة وما هي إلا مسرحية للرقص على جراح ودماء العراقيين ...
5- او عن طريق اعتمادهم النهج الفرعوني في الاستخفاف بالناس فتحصل الإطاعة والانتخاب .........
6- او اعتمادهم أسلوب الترهيب والتهديد والعقوبة والاتهامات الكيدية والتلفيقاتالحاضرة الجاهزة وحسب الحاجة والمقاس
7- أو اعتماد أسلوب وأساليب الرخص والدناءة في تقسيم العراق الى فدراليات واقاليم واتباع سياسة فرّق تسد، فتارة فرقة على أساس القومية، وأخرى على أساس الدين ، وثالثة المذهب، ورابعة المرجعية الدينية والتقليد، وخامسةعلى أساس المناطق والمدن، وسادسة وهي الألعن والأخبث وهي الفرقة على أساس الانتماءالعائلي والعشائري، فنخوّف هذا البيت وهذه العشيرة بالأخرى، ونخوّف البيت الآخروالعشيرة الأخرى بهذه، ونجعل أنفسنا الحامين والمدافعين عن هذه العوائل والعشائر والبيوتات فنجعلهم يصدّقون أن وجودهم وبقاءهم هو بانتخابنا وبقائنا متسلطين علىرقابهم ورقاب الآخرين، وهذا الأسلوب الدنيء نجده يبرز ويتصاعد كلما اقترب موعدالانتخابات، والتجربة التي مرّت وتمر(ما ذكر في النقطة [ 5- 6 – 7 ]مقتبس من بيان السيد الحسني حول الفدرالية بيان رقم 31)
هل إتبع الإمام الحسين عليه السلام هذه الأساليب الرخيصة الدنيئة في الوصول تلك الأهداف والقيم والمثل العليا في الإصلاح والإنقاذ والتغيير والخلاص والقضاء على الفساد ؟؟
أبدا حشا للإمام الحسين وهو القديس الأقدس والإمام والطاهر المطهر المعصوم الذي لم تلبسه الجاهلية من أثوابها نعم حاشاه سلام الله عليه إن ينزل الى مستوى هذه السخافات والأساليب والأثواب لأنها أثواب وأساليب الجاهلية أساليب الساسة المفسدين الذين لايهمهم إلا بقاء عروشهم ومناصبهم الزائلة الخاوية في الماضي والحاضر في زمان الحسين عليه السلام وفي زماننا هذا تشابهت قلوبهم وأفعالهم فاسد بعد فاسد وظالم بعد ظالم وغاصب بعد غاصب ، إما الإمام الحسين عليه السلام فمنزه عن مثل هذه التصرفات وهكذا كل من يسير على نهجه وسياسته سياسة العدل والاصلاح والإنصاف والانتصار للمظلوم لاسيما المظلوم العراقي
إذن الأساليب والطرق والسبل التي استخدمها الإمام الحسين عليه السلام من اجل تحقيق الصلاح والإصلاح والإنقاذ والخلاص والتغير هو ما بينه في نفسه كلامه الذي ذكرناه أعلاه ، حيث يكمل ويقول ويبين المنهج { ..... أريد أن آمر بالمعروف و انهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي عليابن أبي طالب ((عليهما السلام))،.....}
إذن الأسلوب الذي استخدمه سلامه الله عليه للوصول الى تلك الأهداف هو اسلوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتعدد إشكاله وطرق تطبيقه ، أسلوب المجادلة بالحسنى ، ومن الطبيعي وهذا هو حال كل من يسر في طريق الصدق والإخلاص ومجابهة كل تيارات الباطل ، أن لايمتلك الأموال ولا الإعلام وهنا يكون التكليف مضاعف والجهد مضاعف على الأخيار الأنصار من أصحابه ممن فهم مشروعه فلا تمويل خارجي ولا دعم مؤسساتي وغيره .. بل تمويل ذاتي مع عرق وتعب الأخيار وكما ورد في الحديث ( ما قام الإسلام إلا بأموال خديجة وسيف علي او ذي الفقار ) وهكذا الإمام الحسين كانت هذه مقوماته فمثلا ومع امتلاك الأعداء الإعلام وكل وسائل الترغيب نجد إن الإمام الحسين عليه السلام يحث أصحابه ويفقههم بما يدور حولهم من أحداث فيرسلهم لتفهيم وتثقيف قبائلهم وعشائرهم العراقية وإخوانهم فيرسل مثل حبيب الى رؤساء عشيرته بني أسد ليأمرهم بالمعروف ويبين لهم خطورة المرحلة وأهمية الموقف لكن خيبة الأمل حاضرة وموجودة في الأعم الأغلب إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم ، فالعشائر التي يدب في صدورها روح الانهزام وفقدان الإرادة مع خوفها على مناصبها الاجتماعية او السياسية التي مناها بها الأسياد المفسدون لايمكن أن تنتصر لكرامتها وعزتها وقيمها ومثلها وخلاصها وإنقاذها ورمز عزتها الإمام الحسين عليه السلام كونه هو المخلّص الذي توفرت فيه الوطنية الحقيقية .. لم تتوقف المسيرة الانقاذية التغييرية للإمام الحسين عليه السلام بل جمع ثلة من الكفاءات ممن يفهم مشروعه الرسالي التغييري ليقودوا حركة التغيير بمحتواها الداخلي والخارجي
الآن وبعد إن عرفنا الهدف والغاية التي من اجلها خرج الإمام الحسين عليه السلام وبعد أن عرفنا الأساليب والوسائل التي اتبعها سلام اله عليه للوصول الى تلك الأهداف نأتي الآن الى ذكر الأسباب التي أدت خروجه عليه السلام وبما إن الأسباب كثيرة فنقتصر على أهم تلك الأسباب وهو إن خروج الإمام الحسين عليه السلام كان اضطراريا فلم يشأ سلام الله عليه الدخول في هذا الصراع لان أكثر أطراف النزاع والصراع فيه هو صراع مناصب وكراسي ومحسوبيات فكان القرار في البداية رفض الدخول في هذا المحترك وإنما اضطر للخروج لكثرة الرسائل ونداءات الاستغاثة من شعب العراق وعشائره وقبائله فكانوا يطلبون منه القدوم ليخلصهم من الظلم والفساد ويعلنون البيعة والولاء له والجهاد معه فكانوا يقولون (( أن أقدم قد أينعت الثمار وان قطافها )) ...
لكن سبحان الله ان الخيانة وعدم المبدأ فسرعان ما تغيرت المواقف فبدل النصرة صار التخاذل والخنوع والجبن والانهزام النفسي سعيا للحفاظ على النفس او المنصب او الواجهة او القبول بالهديا والإغراءات او التصديق بالإعلام المظلل الذي كان يروج لخارجية الحسين ويجعل من الخليفة المخمور أميرا ...
والان ايها الاخوة نرى ان الظرف نفس الظرف والفساد نفس الفساد والكتب والرسائل كلها تنادي بنصرة المخلص او الوطني او المنقذ فلا نعيد الكرة من جديد فنقتل الحسين مرة ومرات .. بل علينا بذل الوسع كل الوسع والجهد كل الجهد من اجل الصلاح والإصلاح والإنقاذ للعراق وشعب العراق المظلوم المقهور
فواعية الحسين تنادي بنصرة العراق
ألا هل من ناصر ؟؟
لبيك ياحسين
لبيك يامهدي
لبيك ياعراق
اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وال محمد وآخر تابع له على ذلك
اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله
اللهم العنهم جميعا
| |
|